قصيدة امي

أمي

ارتميت بين حضنكِ لعشرين عاماً
ارتميتُ بين جفون عينيكِ لعشرين عاماً
ونمت ما بين أحشائكِ لشهورٍ
وسكنت دمعة عيناكِ لأيامِ
وتمزقت قلبكِ لساعاتٍ
وبكت يداكٍ من كثرة دعاء
وطلتِ من انتظار بهجتي
ومسحتي عني الألم والوهم
فمن أنت إذا
هل أنتِ حبيبتي
أم أميرتي أم قصيدتي
ولكن الحب لا يستطيع أن يحضنك لعشرون
والأميرة أن تمل يداها
والقصيدة أن تمسح ألمك
فمن أنتِ يا مربية عشقي
أنت ِ من عالم لا يهمه إلا النقاء
فإذا أنتِ هي أمي
ارتميت بين حضنك لعشرين عاماً
ولكنني ما زلت أتوه عندما أزورها
سُحِبتُ من عالمكِ فضعت
وقام الليل بين أجفاني
والبوم ينعب على حظي
ويتلوا علي قصيدة الثراء
وأدمنت على شراب الكحول رخيصة
وأتباع شهواتي في الملذات
وأقامت حفلات لموتى يضحكون
لموتى قد ذابت فيهم الأحاسيس
فماذا إذا الفعل
أرجوكِ ساعديني يا أماه
فأنني قد اشتقت لتجاعيد وجهك
التي تدلني على طريق الوصل
وتمنيت أن أعود ذلك رضيع
الذي لم يكن يهوى إلا هواكِ
ويشرب إلا ما شربت شفتاك
ويذوب ما ذابت فيه يداك
ويقلق إذا قمت قبل يهود الأسواق
لكنني الآن قد أصبحت مريضاً
في ذكرياتكِ
فأنتي وطني وتاريخي وميلادي
وعيدي هو يوم سماكِ
وعشرون عاما ومازلت صغيرا
في دربكِ