???? زائر
| موضوع: اعمال شغب في الجامعة المستنصرية الأحد أغسطس 22, 2010 5:02 am | |
| لا اكتم القاريء العزيز حينما قرأت الخبر على شاشة التلفيزيون راودني الامل بان الجامعات بدأت تتحرك لتصويب المسارات المنحرفة في مشهدنا العراقي ، وقلت في سري ها بدأ العلم يطلق صرخته ليقود حراكنا الاجتماعي نحو بناء دولة تشيع فيها ثقافة القانون والحقوق وبناء المؤسسات ، وبعد الاتصالات للتحقق من صحة الخبر وفهم الاسباب والدواعي تبين لي خيبة ظني وتأكد لدي اننا لازلنا اسرى للقيادات والمواقع المتخلفة ، والذي وصلني ان الجامعة المستنصرية اصبحت العوبة بيد تجمعات طلابية ترتبط بشخصيات او حركات سياسية متنفذة بالسلطة ، مما جعل هذه التجمعات تقيل وتعين رؤساء الاقسام والعمداء وجميع المواقع الادارية في الجامعة تنفيذا لارادة من خارج الجامعة تملي عليها تصوراتها البالية ، وبداية الخلل في الجامعة حينما تولى الدكتور تقي الموسوي رئاستها وبدعم من حركتين سياسيتين ، ولكي يزيد نفوذه وشعبيته دعم الروابط الطلابية التي شكلتها الجهات الساعية الى التسلط على الشعب العراقي وفرض ايدلوجيتها قسرا عليه، ولذلك كان اي قرار يصدر من الوزارة فيما يخص الجامعة المستنصرية ولايروق للموسوي تتحرك الروابط الطلابية لاجهاض هذا القرار ، ولا ننسى القرار الذي صدر من الوزير المظفر باقالة الموسوي وتعيين صلاح محسن عليوي والذي اجهض بفعل خروج هذه الروابط بمظاهرات واحتجاجات والخ من الفعاليات التي ابقت الموسوي في مكانه ، والمستهجن من هؤلاء رؤساء الجامعات اننا كنا نأمل منهم ان يعتزوا بمقامهم العلمي والاكاديمي قبل اعتزازهم وتلهفهم على كرسي الرئاسة والمنصب ، ولكن ماوجدناه ان هؤلاء اساءوا الى المحيط الاكاديمي ومقامه الرفيع بتشبثهم بالمناصب حالهم حال اصحاب الارتزاق السياسي ، فالموسوي يأبى تنفيذ قرار الاقالة واصبح للجامعة رئيسين مدة من الزمن ثم الاسدي يأبى تنفيذ الاقالة واصبح هنالك رئيسين ، والجميع لديهم روابط (مليشيات) طلابية يأملون منها لي يد الدولة وتحطيم القانون ...
وحقيقة الامر ان المشكلة اعمق من الظاهر على السطح ، المشكلة تكمن في بنية العقلية الادارية للدولة بشكل عام والتي تقع على عاتق السلطة السياسية حصرا ، فهذه العقلية التي تحاصصت دوائر الدولة وفرضت اشخاص اعظم مؤهلاتهم الولاء الحزبي على مفاصل الدولة لابد ان تفضي اجراءتها الجنجلوتية الى هذه المنغصات على محيطنا العلمي والاكاديمي ...
ويتبقى لدي نصيحة الى السيد رئيس الوزراء الذي لا اكرهه ولا احبه بل اختلف معه كثيرا في طريقة ادارته للدولة ومؤسساتها ومنها مؤسسة التعليم العالي ، على السيد رئيس الوزراء الذهاب الى الجامعة المستنصرية اول يوم دوام بعد تعطيل الدوام لمدة اسبوع ويلقي خطابا في الاساتذة والطلبة في احدى ساحاتها ويتضمن الخطاب النقاط التالية :
1- ان الجامعات والمحافل العلمية اسمى واكبر مقاما من ان تنزل الى وحل التجاذبات والمؤامرات السياسية .
2- ان الجامعات هي مصنع الكفاءات التي تحتاجها الدولة في جميع مفاصلها لبناء دولة ترتقي بالعلم والمعرفة
3- يجب على الطلبة والاساتذة على حد سواء احترام الحدود التي وضعتها الاعراف الاكاديمية بين الطالب والمعلم
4- على الطلبة تشكيل منظماتهم وروابطهم على اساس بناء الدولة والجامعة والغاء المناخ الملوث الذي فرضته السياسة على الجامعات من قبيل الطائفية والفئوية
5- تحذير الطلبة بان الاجراءات الانضباطية ستفعل في جميع الجامعات والمحافل العلمية في سبيل تعزيز الاجواء الاكاديمية الملتزمة
6- حث الطلبة على تحمل مسؤولياتهم الوطنية وتبصيرهم بالمؤامرات المحدقة بعراقنا العظيم ، وتشكيل روابطهم على اساس تعديل الانحراف والفساد القائم في هذا الوقت .
7- حث الاساتذة على اخذ دورهم في وضع معايير وآليات لترشيح من يجدونه مؤهلا في منصب عميد او رئيس جامعة او اي موقع قيادي في المحيط الاكاديمي .
وارجو ان لايقع السيد رئيس الوزراء في فخ الاستهانة بالمحيط الاكاديمي والثقافي ففي المستقبل القريب سيتبنى المجتمع الانصياع والتبعية للعلم والثقافة والتي من اهم رموزها المحيط الاكاديمي ، وارجو كذلك ان يتم التعاطي مع ملف الطلبة بحساسية عالية وروح ابوية توجيهية ودون اثارة الانفعال وخلق الثغرات لمن يتصيد بالمياه العكرة . |
|